أمـــي أميــــــرة

فــــوق عـــــــرش النســــــاء

إلهــــــــــــــي أين أمي ؟

أمي امرأة تختلف عن كل النساء فوق العرش

تسافر مع دورة الزمن بالمشاعر والحنين

أمي زغردة تولول فرح الفراشات في كل الفصول

 يلفها العبير مع كل عبق

يعطر وجهها اللطيف

أمي توقظ في الحضن فزعة فرح

تحرك صهوة الدلال بهاء

تدغدغ الأعاصير الضاحكة في امتلاء السكينة

الهــــــــــــــــي أين أمي ؟

انا طفلة اسكب على روحها أنهارا من السريرة

أنا طفلة أعلو محياها فيحط دفئها على وسائد الحنان

أنام في عيون أمي

احاور شمسها في مرآة الذات

أغفو بين ذراعيها بحجم خطوات الناي

أماه الروح محترقة والدمع جفّ

الاحلام ابتعدت وكثر الشوق اليك

إلهـــــــــــي أين أمــــــــي ؟

يا أمي عصف رحيلك من سنوات عمري

وجع يذبح مجاز شبابي

ها أني أعيش على رائحة رحيق أنفاسك

اشتاق إليك كشوق الشتاء إلى المطر

ذاكرة ما عرفت الخروج من زقاق بيتنا

قرع الأحلام هسيس موجع بلا نبض

هجرت روح الجدران دون ثناء

ولملمت أخر البكاء

أنا من محض هيام أمي

أصحو وأغفو من كأس عمرها

ما فتئت شواهد ترفرف ملامح طيفها

كان زمن فيه أمي وكنت أنا حمامة

جناحي يرتعش لحضورها

إلهـــــــــــي أين أمــــــــي ؟

أناديك يا أمي يا أميرة قلبي

لا طيف لك يجوب الزقاق

لا رائحة تفيض على حمرة ثغرك

لا اقدر على طرق باب بيتنا

الباب موصد ينوح من بعدك

يبكيني ويبكي جيران الزقاق

البيت تهجر إليه الطيور أسرابا ... أسرابا

أين الفرح في هذا الزقاق ؟

إلهـــي أين أمـــــــــــــــي؟

 انكسر صوتها وارتخى على اعناق الموتى

صرت شبح طفلة توزع براءتها في رحلة حارقة

كم أحتاجك يا أمي ضاع مني لوني بحجم أحزاني

كنت امرأة تقليدية تلتحفين بنقاء سحر الحياة

كنت كنافورة رخامية ترقرق ماء

كان وجهك صبوحا في المرآة يشرق سرورا

كانت الحياة تبتسم لي برضاك

وكنت أنا الأمل المنعش لمهجتك

فابتسمي يا أمي ونامي في حضن الله

فالجنــــــــــة تحت أقدامـــــــــــك

سارة اللافي