دمك ذاك الطاهر الزكي
بلون الروح
عانق رحيق العمر
دمك ذاك الذي يسري فيك
غادرك إلي
يحضنه سكون ليل
شغف على شاطئ بحر
يباركه المدى ..
على مرافئ ذاكرتي الحزينة
كنت أعيد حكاية مولدي
كما أعياد العمر ..
أرقب شهب سحر على وجه الريح
أغازل بسمة حيرة ووجع
كما دمعة معلقة على مشانق الجفن ..
أسائل زماني
أقول تراه يعود لمرفئي ذاك العمر..
تراه يمنحني بعض زلاله النهر..
تراه يحملني إلي
على زورق حلم وجنون .. ؟
وهل يحن لدمي
ذاك الدفاق بين ربوع ليل وكروم .. ؟
تراه الياسمين يهديني شذاه
ونداه ..
وبهجة على ثغر طفل .. ؟
تراه يردد أغنية
طربت لها بيض الطير ..؟
تراه يدرك أن العمر لحظة
وكلمة خطت على سطر.. ؟
دمك بصدر الليل رحيق
ورود على خد الفجر..
داعبتها النسائم
وعصافير المدى ..
خالطت عطر القصيدة
رسمت لوحة الروح
على نايات شرود وصمت ..
دمك ذاك العالق بدمي
لا تغيبه المنون ..
دمك
هذا الساكن أرضي ..
يكبر مع ابتهالاتي
مع كل ارتجاف بنبضي ..
يعرفه الطريق الباكي والبحر ..
دمك ذاك الشارد في
يعانق المرايا والنهر
يغازل ذرى الجبال ..
دمك عانق المسافات بدمي
عشقه نبضي ونو ارس البحر ..
واستغرب دفقه حزن أمي
كما الأشجار الواجمة ..
دمك مازج الخلايا
شق صدر الموج
غرد للرحيل في ..
فلم يفارقني بعد الردى ..
لم تستغربه عيني
عند البوح بسر المنايا ..
كانت لهفة على غير أرضي
حنينا تمدد مواويل شوق
بين الغيم ..
ويستفيض دمك رحيقا
ينمو حقولا ..
يسري زلالا لمن سكن تلك الأرض ..
فلا تلم جفون السنابل إذ بكت
لموت قصيدة
وغياب طيف
اغتاله عطش بعمق البحر ..