سميرة البتلوني : من تونس الخضراء نطل بهذه الليلة الفضية التي بدات تضيء بمصابيحها غياهب الكلمة الشعرية الساحرة التي تضيئها بحروفها الوردية الشاعرة التونسية الرائعة ، التي استطاعت ان توحد في حياتها مابين التعليم والصحافة والشعر فشكلت بذلك علما ابداعيا في سماء الثقافة العربية العريقة إنها الشاعرة المبدعة الرائدة نبيهة باردي .. 
ومن وحي هذه الامسية المختلفة الصافية دعونا نستمتع بهذه القصيدة الجميلة للشاعرة الرائعة نبيهة باردي : 
الشاعرة نبيهة باردي
أوقدي نيران حبي
مجنونتي السمراء هبي
مجنونتي السمراء والوطن اشتعال
تتساقط الأشلاء في دربي
بلا ثمن....
حيري ويقتلها السؤال
صرعي ينادون الضمير...ولا ضمير
في كل عين لهفة حري يحاصرها الرصاص
مشتاقة يغتالها فجر كذوب
لا أم تجمع شملنا..
أيتام في الوطن الكبير
والنار تأكل لحمنا..لهوا
ونصمت عن قصاص...
حل الجفاف فلا اخضرار
لا شئء الا القحط زاوحه الغروب
مجنونتي السمراء ثوري...
ثوري لأجل القمح والاطفال بل
فلترضعي الأجيال اكسير النضال
أيتام نقبع في السجون بتهمة الحب الكبير
وبتهمة الأحلام في قلب صغير
وبتهمة القلم المكمم بات يحلم بالصهيل
ها نحن في مدن الجياع
نرنو إلى وعد انبثاقك أيها الخطاب في الأمل اللعوب
ياأيها الخطاب ما يبقيك مستترا وقد ضاع السبيل
الخبز غاب
والعرض ذاب
والقائمون على رؤوسنا قد أوغلوا فينا العذاب
يا أيها الخطاب ما يبقيك مستترا وقد ضاع السبيل
التين والزيتون ينتظران بحران الخلاص
والميتون المبصرون يخبئون رؤوسهم مابين عاصية وعاص
مجنونتي السمراء..
إني لا أرى خطابنا يلقي لنا سمعا
فقومي..أوقدي نيران حبي 
اسكني دربي شعاعا بالأماني العذاب
إني انتفضت ولم أعد ميتا
ولم اعد لحما يمزقه الغراب
الشاعرة نبيهة باردي